التقلبات التاريخية (HV)
ما هو التقلب التاريخي؟
يعد التقلب التاريخي مفهومًا مهمًا يجب على المستثمرين فهمه عند تحليل المخاطر والعائد المحتمل للاستثمار. يعتبر مقياس تغيرات و تقلبات أسعار أحد الأصول خلال فترة زمنية تاريخية محددة. يمكن أن يؤثر التقلب التاريخي للأصل بشكل كبير على قيمة الاستثمار. أي إنه كلما ارتفعت قيمة التقلبات التاريخية، كلما زادت مخاطر الاستثمار.
كيف يعمل التقلب التاريخي؟
لفهم التقلبات التاريخية، علينا أن نفترض أن مستثمرًا يفكر في اثنين من الأسهم المختلفة "أ و ب"، مع أرقام تقلبات تاريخية مختلفة. يمتلك السهم "أ" تقلبًا تاريخيًا بنسبة 15٪، بينما يمتلك السهم "ب" تقلبًا تاريخيًا أعلى بنسبة 25٪.
يشير التقلب التاريخي بنسبة 15٪ للسهم "أ" إلى أن تحركات الأسعار اليومية للسهم كانت، في المتوسط العائد السنوي بنسبة 15٪ سنويًا. بينما يشير التقلب التاريخي بنسبة 25٪ للسهم "ب" إلى أن تحركات الأسعار اليومية للسهم كانت في المتوسط العائد السنوي بنسبة 25٪ سنويًا، وهي أعلى من السهم "أ".
ولنفترض أيضًا أن كلا السهمين لهما نفس متوسط العائد السنوي بنسبة 10٪ سنويًا، يمكن حساب النطاق المتوقع للعوائد لكل سهم باستخدام أرقام التقلبات التاريخية الخاصة بهما. بالنسبة للسهم "أ"، سيكون النطاق المتوقع للعوائد بين -5٪ و + 25٪ (10٪ سالب 15٪ و 10٪ موجب 15٪). بالنسبة للسهم "ب"، سيكون النطاق المتوقع للعوائد بين -15٪ و + 35٪ (10٪ سالب 25٪ و 10٪ موجب 25٪).
من خلال هذه الفرضيات، يتضح أن التقلبات التاريخية تلعب دورًا مهمًا في تحديد المخاطر و العائد المحتمل للاستثمار. يشير التقلب التاريخي المرتفع إلى مخاطر أعلى وأيضًا إلى احتمال عائد أعلى. بينما يشير التقلب التاريخي المنخفض إلى مخاطر أقل وأيضًا إلى احتمال عائد أقل.
حدود التقلبات التاريخية
يجب أن يكون المستثمرون على دراية بحدود التقلبات التاريخية. تعتمد التقلبات التاريخي على البيانات السابقة، وقد لا يعكس ظروف السوق الحالية. تمثل حدود التقلبات التاريخية في أنها لا تشمل جميع أنواع المخاطر. على سبيل المثال، لا تأخذ في الحسبان احتمالية وقوع أحداث غير متوقعة مثل الكوارث الطبيعية أو الأحداث الجيوسياسية أو الأوبئة التي يمكن أن تسبب صدمات في السوق. لذا يجب على المستثمرين تحديث تحليلاتهم بانتظام للتأكد من أنهم يستخدمون البيانات الأكثر صلة. وفي الوقت نفسه، يجب على المستثمرين أيضًا التفكير في أنواع المخاطر الأخرى، مثل مخاطر الائتمان ومخاطر السيولة والمخاطر التشغيلية، عند اتخاذ قرارات الاستثمار.
استخدم التقلبات التاريخية لإدارة مخاطر المحفظة
يمكن للمستثمرين استخدام التقلبات التاريخية لتحديد مستوى المخاطرة المناسب لمحافظهم الاستثمارية. من خلال مقارنة التقلبات التاريخية للأصول المختلفة، يمكن للمستثمرين تحديد الأصول الأكثر خطورة والأقل خطورة. يجب أن يتضمن تنوع المحافظ مزيجًا من الأصول بمستويات متفاوتة من التقلبات التاريخية لموازنة المخاطر و العائد المحتمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستثمرين أيضًا استخدام التقلبات التاريخية لإدارة مخاطر المحافظ. على سبيل المثال، يمكن للمستثمرين استخدام عقود الخيارات والعقود الآجلة للتحوط من الخسائر المحتملة الناتجة عن الزيادة المفاجئة للتقلبات. بدلاً من ذلك، يمكنهم تعديل تخصيص محفظتهم بناءً على التغييرات في التقلبات التاريخية.
أخيرًا، يجب أن يكون المستثمرون على دراية بتأثير التقلبات على عواطفهم. يمكن أن يتسبب التقلب في اتخاذ المستثمرين قرارات غير عقلانية، مثل البيع عند قاع تراجع السوق أو الشراء عند ذروة ارتفاع السوق. لتجنب اتخاذ القرارات العاطفية، يجب أن يكون لدى المستثمرين استراتيجية استثمار واضحة تستند إلى أهدافهم الاستثمارية، وتحمل المخاطر، والأفق الزمني.
