المشاريع: أداء أسواق البناء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يتفوق على الاتجاهات العالمية: مراقب الربع الرابع من RICS
أنوب مينون
تظل أسواق البناء في السعودية والإمارات العربية المتحدة من بين الأقوى في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بأحمال العمل القوية والمعنويات الإيجابية، وفقًا لتقرير مراقبة البناء العالمي للربع الثالث من عام 2024 الصادر عن المعهد الملكي للمساحين القانونيين.
سجل مؤشر ثقة البناء في الإمارات العربية المتحدة رصيداً صافياً بلغ +55، وهو أعلى مستوى له منذ أن بدأ المعهد الملكي للمساحين القانونيين في تتبع الدولة في عام 2018، وفقاً للدليل ربع السنوي لاتجاهات أسواق البناء والبنية التحتية.
وحققت المملكة العربية السعودية +61، بانخفاض طفيف عن الربع الثاني. وقال مونيتور: "على الرغم من انخفاض طفيف عن +64 في الربع الثاني، إلا أن الرقم يظل ثابتًا في منطقة التوسع".
وتفوقت الدولتان على مؤشر ثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي بلغ +28 (ارتفاعاً من +24 سابقاً).
ومن ناحية أخرى، تفوقت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ككل على الأمريكتين وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أظهرت قطاعاتها السكنية وغير السكنية والبنية الأساسية اتجاهات إيجابية في أحمال العمل الحالية وتوقعات قوية للنمو على مدى 12 شهرًا. وكان قطاع البنية الأساسية هو القطاع الأبرز في أحمال العمل الحالية والمستقبلية.
سجل مؤشر CSI لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ -2 (انخفاضًا من +7 في الربع الثاني) أسوأ قراءة في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 2020. وسجلت أوروبا قراءة +7 مقارنة برقم الربع الماضي البالغ +12 بينما ظلت الأمريكتان بمؤشر CSI البالغ +18 في منطقة إيجابية على الرغم من القراءات الأقوى بكثير عند +27 و +32 التي شوهدت في الربعين الثاني والأول على التوالي.
التحديات الرئيسية
ورغم نقاط القوة التي تتمتع بها أسواق السعودية والإمارات، تواجه كل من السوقين بعض الرياح المعاكسة. وقالت مؤسسة RICS في الإمارات إن تقلبات أسعار النفط بسبب التوترات الجيوسياسية أدت إلى إضعاف ثقة المستثمرين، مما أدى إلى بعض التأخيرات وإلغاء المشاريع، وخاصة تلك التي تعتمد على التمويل الحكومي أو المرتبط بالنفط.
لا تزال مستويات الطلب المرتفعة على المحترفين تؤثر على السوق، حيث أشار المشاركون في الإمارات العربية المتحدة إلى أن خبراء تقدير الكميات هم أكثر المهنيين طلبًا، يليهم الحرفيون المهرة ومديرو المواقع. ولا يزال النقص في العمالة غير الماهرة قائمًا، بسبب ارتفاع الطلب على المشاريع.
وتؤدي هذه الضغوط إلى تسريع عمليات ما قبل التعاقد والشراء، مما يؤدي إلى اتفاقات متسرعة وزيادة خطر النزاعات والعلاقات التعاقدية المتوترة.
وأشار أحد المشاركين في الاستطلاع من دبي إلى أن التطوير المتزامن للمشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية يؤثر على توافر المقاولين والمقاولين من الباطن الأكفاء في بقية المنطقة. وقال أحد المشاركين في الاستطلاع من أبوظبي إن المطورين الكبار يستخدمون بشكل متزايد اتفاقيات الإطار لتأمين سلاسل التوريد.
وتشمل العقبات التي ذكرها المشاركون في المملكة العربية السعودية، وخاصة في سياق المشاريع العملاقة، إمكانية بناء التصاميم الأيقونية، ونقص المقاولين ذوي الكفاءة الدولية، وشبكات سلسلة التوريد المحلية غير المتطورة، ونقص شركاء سلسلة التوريد الموثوق بهم، ومشاكل تأمين ضمانات الأداء من قبل المقاولين من البنوك.
هوامش الربح تحت الضغط
وقالت مؤسسة RICS إن هوامش الربح في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا اتجهت نحو الانخفاض، حيث بلغ صافي الرصيد -24% هذا الربع مقارنة بـ -4% في الربع السابق. ومع ذلك، لا يزال التفاؤل قائما، حيث بلغ صافي الرصيد +20% متوقعا تحسن الهامش خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
وقال أحد المشاركين في دبي إن المقاولين يواجهون حروب أسعار وعملاء متطلبين، مما دفع هوامش ربحهم إلى مستويات ضئيلة.
تظل تكاليف المواد التحدي الأكثر ذكرًا (73 بالمائة من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا)، مما يدفع التحدي السابق رقم 1، والقيود المالية إلى المرتبة الثانية (72 بالمائة). ومع ذلك، انخفضت نسبة المشاركين الذين أفادوا بصعوبة الحصول على المواد من 49 بالمائة إلى 35 بالمائة في الربع الثالث.
واقترح عبدالله عكاش، كبير مسؤولي الشؤون العامة في المعهد الملكي للمساحين القانونيين، أن تبسيط عملية توظيف المواهب الأجنبية يمكن أن يساعد الشركات على التخفيف من التأخير وتلبية الطلب المتزايد دون المساومة على الجودة.
وأضاف أن "المعهد الملكي للمساحين القانونيين يدعو إلى مزيد من التعاون بين المطورين والمقاولين والمستشارين لإدارة الجداول الزمنية بشكل فعال، والحد من المخاطر المرتبطة بالعقود المتسرعة".
ورغم هذه التحديات، أظهرت أسواق البناء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مرونة، مع وجود ثقة طويلة الأجل مدعومة بحجم عمل قوي وآفاق نمو إيجابية، وفقًا للمراقب.
(كتابة أنوب مينون، تحرير إس إيه كادر)
( أنوب.مينون@lseg.com )
اشترك في نشرتنا الإخبارية "نبض المشاريع" التي تقدم لك أخبارًا موثوقة وتحديثات ورؤى حول أنشطة المشاريع والتطورات والشراكات عبر القطاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
إخلاء المسؤولية: تم تقديم هذه المقالة لأغراض إعلامية فقط. لا يقدم المحتوى أي نصيحة ضريبية أو قانونية أو استثمارية أو رأي بشأن مدى ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي أمان أو محفظة أو استراتيجية استثمارية معينة. اقرأ سياسة إخلاء المسؤولية الكاملة الخاصة بنا هنا .